حمى كرة السلة

في عالم تسوده الفوضى والضجيج، يبقى احتواء الحبيب هو الملاذ الآمن الذي نلجأ إليه عندما تثقلنا هموم الحياة. الشعر العربي عبر العصور تغنى بهذا المعنى العميق، فكانت القصائد تحكي لغة القلوب قبل الألسنة.شعرعناحتواءالحبيبكلماتتعانقالمشاعرفيحضنالحب

قصائد الاحتواء: عندما يصبح الحضن وطناً

يقول الشاعر الكبير نزار قباني في إحدى قصائده الخالدة:"احتضني كي لا أطير... كي لا أذوب كالثلجاحتضني.. فالحبُّ دون احتضان.. مثل بيت بلا سقف"

هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها فلسفة كاملة عن معنى الاحتواء في الحب. فليس الاحتضان مجرد تقارب جسدي، بل هو تلاقي للأرواح، وتشارك في الأحزان والأفراح.

لغة الصمت في شعر الاحتواء

أجمل ما في شعر الاحتواء أنه يعبر أحياناً دون كلمات. كما قال الشاعر محمود درويش:"وصمتنا حوار.. يعرفه الحبيب من نظرةومن حرفين.. يتنفسان معاً في هواء واحد"

هنا يتحول الصمت إلى لغة تفوق الكلام بلاغة، ويصبح الفراغ بين الكلمات مساحة للفهم المتبادل الذي لا يحتاج إلى شرح.

الاحتواء في التراث العربي

لم يكن الاحتواء في الشعر العربي حديث العهد، بل نجد جذوره في قصائد العصور القديمة. يقول عنترة بن شداد:"ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني.. وبيض الهند تقطر من دميفوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم"

هنا نرى كيف يحول الشاعر ساحة المعركة إلى مساحة حب، وكيف يجد في أقسى اللحظات ملاذاً في صورة الحبيب.

احتواء الروح قبل الجسد

الاحتواء في الشعر العربي لم يكن مادياً فقط، بل روحياً بالدرجة الأولى. كما عبرت الشاعرة فدوى طوقان:"أنا لا أريد سوى أن أتنفس في فضاءاتكأن أعيش في عينيك كلمة.. وحرفاً.. ونبضاً"

هذه القصيدة تظهر كيف يمكن للاحتواء أن يكون وجودياً، يتجاوز الحدود المادية ليصبح حالة من الاندماج الكلي بين المحبين.

الخاتمة: الاحتواء وطن لا حدود له

في النهاية، يبقى شعر الاحتواء هو التعبير الأصدق عن تلك الحاجة الإنسانية العميقة إلى الأمان العاطفي. كما قال الشاعر أدونيس:"الحب ليس سؤالاً يحتاج إلى جواببل هو الجواب الذي ينساب كالنهر بين ضفاف الأجساد"

فليكن احتواء الحبيب هو الملاذ الدافئ في ليالي الشتاء، والمظلة الوارفة في حر الصيف، والوطن الذي لا يحتاج إلى جواز سفر.