حمى كرة السلة

في 18 يناير 2010، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم الأفريقية، عندما التقى منتخبا مصر والجزائر في ملعب المريخ ضمن تصفيات كأس العالم 2010. كانت هذه المباراة بمثابة المواجهة الحاسية التي ستحدد من سيتأهل إلى المونديال في جنوب أفريقيا، مما أضاف عليها طابعًا دراميًا لا مثيل له. مباراةمصروالجزائرفيالسودانذكرىلاتُنسىفيتاريخالكرةالأفريقية

خلفية المواجهة

قبل هذه المباراة، كانت المنافسة بين مصر والجزائر مشتعلة على جميع الأصعدة. في الجولة السابقة من التصفيات، تعرض لاعبو المنتخب الجزائري لهجوم في القاهرة، مما زاد من حدة التوتر بين الجماهير. وكانت النتيجة الإجمالية للمباراتين السابقتين متعادلة، مما جعل المواجهة في السودان بمثابة "مباراة فاصلة" لتحديد المتأهل.

أحداث المباراة

انطلقت المباراة في أجواء مشحونة، حيث سيطرت القوة البدنية والتركيز الدفاعي على مجريات اللعب. في الدقيقة 40، تمكن الجزائري عنتر يحيى من تسجيل الهدف الوحيد في المباراة بعد تمريرة دقيقة من كريم زياني. حاول المنتخب المصري رد الاعتبار في الشوط الثاني، لكن الدفاع الجزائري الصلب وحارس المرمى فوزي شاوشي حالوا دون ذلك.

انتهت المباراة بنتيجة 1-0 لصالح الجزائر، مما أهلها إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها، بينما خرجت مصر من التصفيات بشكل مثير للجدل.

تداعيات المباراة

أثارت هذه المباراة عاصفة من ردود الأفعال في العالم العربي. في مصر، اعتبر الكثيرون أن الظروف لم تكن عادلة، بينما احتفلت الجزائر بتأهلها التاريخي. كما أدت المواجهة إلى توتر دبلوماسي بين البلدين، حيث تم استدعاء السفير الجزائري من القاهرة لفترة وجيزة.

ذكرى لا تُنسى

بعد مرور أكثر من عقد على هذه المباراة، لا تزال ذكراها حية في أذهان عشاق الكرة في مصر والجزائر. بالنسبة للجزائريين، كانت لحظة فخر وطني، بينما ظلت بالنسبة للمصريين جرحًا لم يندمل بسهولة. تبقى مباراة السودان شاهدة على شغف الكرة الأفريقية وتأثيرها الذي يتجاوز أرض الملعب.

اليوم، يُنظر إلى هذه المواجهة كواحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في تاريخ المنافسات العربية، تاركةً وراءها دروسًا في الروح الرياضية وحدة المنافسة.